فصل: باب الأفراد في حرف العين

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **


  باب عمران

عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن سالم بن غاضرة بن سلول بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي يكنى أبا نجيد بابنه نجيد بن عمران‏.‏

أسلم أبو هريرة وعمران بن حصين عام خيبر‏.‏

وقال خليفة‏:‏ استقضى عبد الله بن عامر عمران بن حصين عام خيبر على البصرة فأقام قاضياً يسيراً أياماً ثم استعفى فأعفاه‏.‏

وكان عمران بن حصين من فضلاء الصحابة وفقهائهم يقول عنه أهل البصرة‏:‏ إنه كان يرى الحفظة وكانت تكلمه حتى اكتوى‏.‏

قال محمد بن سيرين‏:‏ أفضل من نزل البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بن حصين وأبو بكرة‏.‏

سكن عمران بن حصين البصرة ومات بها سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية‏.‏

روى عنه عمران بن عاصم الضبعي والد أبي حمزة الضبعي صاحب ابن عباس واسم أبي جمرة نصر بن عمران‏.‏

ذكروه في الصحابة ومنهم من لم يصحح له صحبة كان عمران هذا قاضياً بالبصرة‏.‏

روى عنه ابنه أبو جمرة وقتادة وأبو التياح وغيرهما روايته عن عمران بن حصين‏.‏

عمران بن ملحان ويقال عمران بن عبد الله ويقال عمران بن تيم أبو رجاء العطاردي أدرك الجاهلية ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه‏.‏

واختلف هل كان إسلامه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فقيل‏:‏ إنه أسلم بعد الفتح والصحيح أنه أسلم بعد المبعث‏.‏

حدثنا عبد الرحمن حدثنا أحمد حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن علي حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا جرير بن حازم سمعت أبا رجاء العطاردي قال‏:‏ سمعنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في مال لنا فخرجنا هراباً‏.‏

قال‏:‏ فمررت بقوائم ظبي فأخذتها وبللتها‏.‏

قال‏:‏ وطلبت في غرارة لنا فوجدت كف شعير فدققته بين حجرين ثم ألقيته في قدر‏.‏

ثم ودجت بعيراً لنا فطبخته فأكلت أطيب طعام أكلته في الجاهلية قلت‏:‏ يا أبا رجاء ما طعم الدم‏.‏

قال‏:‏ حلو‏.‏

أخبرنا أحمد بن قاسم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا إبراهيم بن جميل حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي حدثنا نصر بن علي حدثنا الأصمعي حدثنا أبو عمرو بن العلاء قال قلت لأبي رجاء العطاردي‏:‏ ما تذكر قال‏:‏ قتل بسطام بن قيس‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ قتل بسطام بن قيس قبل الإسلام بقليل‏.‏

قال أبو عمرو بن العلاء‏.‏

أنشدني أبو رجاء العطاردي‏:‏ وخر على الألاءة لم يوسد كأن جبينه سيف صقيل قال أبو عمر‏:‏ وهذا البيت من شعر ابن غنمة في بسطام بن قيس‏.‏

ومن شعره ذلك قوله فيه شعراً‏:‏ لك المرباع منها والصفايا وحكمك في النشيطة والفضول فأتته بنو زيد بن عمروٍ ولا يوفي ببسطامٍ قتيل وخر على الألاءة لم يوسد كان جبينه سيف صقيل وقد قيل‏:‏ إن قتل بسطام كان بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

يعد أبو رجاء في كبار التابعين روايته عن عمر وعلي وابن عباس وسمرة رضي الله عنهم‏.‏

وكان ثقة‏.‏

يروي عنه أيوب السختياني وجماعة‏.‏

أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو سلمة المنقري حدثنا أبو الحارث الكرماني وكان ثقة قال‏:‏ سمعت أبا رجاء يقول‏:‏ أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شاب أمرد‏.‏

قال‏:‏ ولم أر ناساً كانوا أضل من العرب وكانوا يجيئون بالشاة البيضاء فيعبدونها فيجىء الذئب فيذهب بها فيأخذون أخرى مكانها فيعبدونها وإذا رأوا صخرة حسنة جاءوا بها وذهبوا يصلون إليها‏.‏

فإذا رأوا صخرة أحسن من تلك رموها وجاءوا بتلك يعبدونها‏.‏

وكان أبو رجاء يقول‏:‏ بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى الإبل على أهلي وأريش وأبري فلما سمعنا بخروجه لحقنا بمسيلمة‏.‏

وكان أبو رجاء رجلاً فيه غفلة وكانت له عبادة وعمر عمراً طويلاً أزيد من مائة وعشرين سنة مات سنة خمس ومائة في أول خلافة هشام بن عبد الملك‏.‏

ذكر الهيثم بن عدي عن أبي بكر بن عياش قال‏:‏ اجتمع في جنازة أبي رجاء العطاردي الحسن البصري والفرزدق الشاعر فقال الفرزدق للحسن‏:‏ يا أبا سعيد يقولون الناس‏:‏ اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس‏.‏

فقال الحسن لست بخيرهم ولست بشرهم ولكن ما أعددت لهذا اليوم قال‏:‏ شهادة أن لا إله إلا ألم تر أن الناس مات كبيرهم وقد كان قبل البعث بعث محمد ولم يغن عنه عيش سبعين حجةً وستين لما بات غير موسد إلى حفرةٍ غبراء يكره وردها سوى أنها مثوى وضيع وسيد ولو كان طول العمر يخلد واحدا ويدفع عنه عيب عمرٍ عمرد لكان الذي راحوا به يحملونه مقيماً ولكن ليس حي بمخلد نروح ونغدو والحتوف أمامنا يضعن لنا حتف الردى كل مرصد وقد قال لي ماذا تعد لما ترى فقيه إذا ما قال غير مفند فقلت له‏:‏ أعددت للبعث والذي أراد به أني شهيد بأحمد وأن لا إله غير ربي هو الذي يميت ويحيي يوم بعثٍ وموعد وهذا الذي أعددت لا شيء غيره وإن قلت لي أكثر من الخير وازدد فقال لقد أعصمت بالخير كله تمسك بهذا يا فرزدق ترشد

  باب عميرٍ

عمير مولى أبي اللحم قد تقدم ذكر مولاه أبي اللحم الغفاري شهد عمير مولى أبي اللحم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح خيبر وسمع منه وحفظ‏.‏

وروى عنه يزيد بن أبي عبيد ومحمد بن زيد بن مهاجر بن قنفد ومحمد بن إبراهيم بن الحارث إلا أن في رواية أبي نعيم عن هشام بن سعد عن زيد بن مهاجر عن عمير مولى أبي اللحم قال‏:‏ جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بحنين وعنده المغانم وأنا عبد مملوك فقلت‏:‏ يا رسول الله أعطني‏.‏

فقال‏:‏ تقلد السيف فتقلدته فوقع في الأرض فأعطاني من خرثي المتاع‏.‏

عمير بن أسد الحضرمي شامي روى عنه جبير بن نفير مرفوعاً في الكذب أنه خيانة‏.‏

بن عمرو بن عبد الأشهل ويقال ابن عبد الأعلم فيه وفي أخيه الأنصاري الأشهلي قتل يوم اليمامة شهيداً وكان قد شهد أحداً وما بعدها من المشاهد‏.‏

هو أخو مالك بن أوس‏.‏

عمير والد بهيسة قالت قال قلت‏:‏ يا رسول الله ما الشيء الذي لا يحل منعه قال‏:‏ ‏"‏ الماء والملح ‏"‏‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ زيادة الملح في هذا الحديث غير محفوظة‏.‏

عمير بن جابر بن غاضرة بن أشرس الكندي له صحبة‏.‏

عمير بن جودان العبدي روى عنه محمد بن سيرين وابنه أشعث بن عمير ليست له صحبة وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل عند أكثرهم ومنهم من يصحح عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب‏.‏

وكان موسى بن عقبة يقول‏:‏ وأحداً في قول جميعهم‏.‏

عمير بن حبيب بن حباشة ويقال ابن خماشة الأنصاري الخطمي‏.‏

هو جد أبي جعفر الخطمي يقال‏:‏ إنه ممن بايع تحت الشجرة‏.‏

وينسبونه عمير بن حبيب بن خماشة أو حباشة بن جويبر بن غيان بن عامر بن خطمة من الأنصار روى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

عمير بن حرام بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب‏.‏

شهد بدراً فيما ذكر الواقدي وابن عمارة ولم يذكره موسى بن عقبة ولا ابن إسحاق ولا أبو معشر في عمير بن الحمام بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي‏.‏

شهد بدراً وقتل بها شهيداً قتله خالد بن الأعلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث فقتلا يوم بدر جميعاً‏.‏

وقيل‏:‏ إنه أول قتيل قتل من الأنصار في الإسلام‏.‏

وذكر ابن إسحاق في خبره عن يوم بدرٍ قال‏:‏ ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس فحرضهم ونقل كل امرىء منهم ما أصاب‏.‏

وقال‏:‏ ‏"‏ والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة ‏"‏‏.‏

فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة وفي يده ثمرات يأكلهن‏:‏ بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء فقذف التمر من يده وأخذ السيف فقاتل القوم حتى قتل وهو يقول‏:‏ والصبر في الله على الجهاد وكل زادٍ عرضة النفاد غير التقى والبر والرشاد عمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم‏.‏

هذا قول ابن الكلبي‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ هو عمير بن رئاب بن حذافة بن سعيد بن مهشم القرشي السهمي كان من مهاجرة الحبشة واستشهد بعين التمر تحت راية خالد بن الوليد رضي الله عنه‏.‏

عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان الأنصاري من بني عمرو بن عوف كان يقال له نسيج وحده غلب ذلك عليه وعرف به وهو الذي قال للجلاس وكان على أمه إذ قال الجلاس‏:‏ إن كان ما يقول محمد حقاً فلنحن شر من الحمير‏.‏

فقال عمير‏:‏ فاشهد أنه صادق وأنك شر من الحمار‏.‏

فقال له الجلاس‏:‏ اكتمها علي يا بني‏.‏

فقال‏:‏ لا والله ونمى بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكتمها وكان لعمير كالأب ينفق عليه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجلاس فعرفه بما قال عمير فحلف الجلاس أنه ما قال‏.‏

قال‏:‏ فنزلت‏:‏ ‏"‏ يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر‏.‏

‏"‏ إلى قوله‏:‏ ‏"‏ فإن يتوبوا يك خيراً لهم ‏"‏ التوبة 74‏.‏

فقال الجلاس‏:‏ أتوب إلى الله‏.‏

وكان قد آلى ألا ينفق على عمير فراجع النفقة عليه توبة منه‏.‏

قال عروة بن الزبير‏:‏ فما زال عمير في علياء بعد‏.‏

هكذا ذكره ابن إسحاق وغيره هذا الخبر‏.‏

وذكر عبد الرزاق هذا الخبر فقال‏:‏ أنبأنا ابن جريج عن هشام ابن عروة عن أبيه قال‏:‏ كانت أم عمير بن سعد عند الجلاس بن سويد فقال الجلاس في غزوة تبوك‏:‏ إن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من الحمير فسمعها عمير فقال‏:‏ والله إني لأخشى إن لم أرفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل القرآن وأن أخلط بخطيئة ولنعم الأب هو لي‏.‏

فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الجلاس فعرفه وهم يترحلون فتحالفا فجاء الوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسكتوا فلم يتحرك أحد وكذلك كانوا يفعلون لا يتحركون إذا نزل الوحي فرفع عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏ يحلفون بالله ما قالوا‏.‏

‏"‏ إلى ‏"‏ فإن يتوبوا يك خيراً لهم ‏"‏ التوبة 75‏.‏

فقال الجلاس‏:‏ استتب لي ربي فإني أتوب إلى الله وأشهد لقد صدق‏.‏

وأما قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله ‏"‏ التوبة 74‏.‏

فقال عروة‏:‏ كان مولىً للجلاس قتل في بني عمرو بن عوف‏.‏

فأبى بنو عمرو بن عوف أن يعقلوه فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل عقله على بني عمرو بن عوف‏.‏

قال عروة‏:‏ فما زال عمير فيها بعلياء حتى مات‏.‏

قال ابن جريج‏:‏ وأخبرت عن ابن سيرين قال‏:‏ فما سمع عمير من الجلاس شيئاً يكرهه بعدها‏.‏

قال عبد الرزاق‏:‏ وأخبرنا هشام بن حسان عن ابن سيرين قال‏:‏ لما نزل القرآن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن عمير فقال‏:‏ ‏"‏ وفت أذنك يا غلام وصدقك ربك ‏"‏‏.‏

وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد ولى عمير بن سعد هذا على حمص قبل سعيد بن عامر بن خذيم أو بعده‏.‏

وزعم أهل الكوفة أن أبا زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه سعد وأنه والد عمير هذا‏.‏

وخالفهم غيرهم في ذلك فقالوا‏:‏ اسم أبي زيد الذي جمع القرآن قيس بن السكن‏.‏

سكن عمير بن سعد هذا الشام ومات بها روى عنه راشد بن سعد وحبيب بن عبيد وجماعة‏.‏

عمير والد سعيد بن عمير الأنصاري كان بدرياً‏.‏

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ من صلى علي من أمتي صلاةً مخلصاً من قلبه صلى الله عليه عشراً ‏"‏‏.‏

حديثه هذا عند وكيع‏.‏

عن سعد بن سعيد التغلبي عن سعيد بن عمير الأنصاري عن أبيه وكان بدرياً‏.‏

يعد في الكوفيين‏.‏

عمير بن سلمة الضمري له صحبة‏.‏

معدود في أهل المدينة وقد بينا في كتاب التمهيد معنى رواية مالك إذ جعل حديثه عن عمير بن سليم عن البهزي‏.‏

والصحيح أنه لعمير بن سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم والبهزي كان صائد الحمار ولم يختلفوا عمير بن عامر بن مالك بن الخنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار أبو داود الأنصاري المازني‏.‏

شهد بدراً وهو مشهور بكنيته‏.‏

قد ذكرناه في الكنى‏.‏

عمير بن عدي الخطمي إمام بني خطمة وقارئهم الأعمى وروى عدي بن عمير فإن كان الذي روى عنه زيد بن إسحاق فهو الذي قتل أخته لشتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعدها الله‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ هما عندي واحد‏.‏

قال ابن الدباغ‏:‏ هو عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة شهد أحداً وما بعدها من المشاهد وكان ضعيف البصر وقد حفظ طائفةً من القرآن فسمي بالقارىء وكان يؤم بني خطمة هذا قول ابن القداح‏.‏

وأما الواقدي وأهل المغازي فيقولون‏:‏ لم يشهد أحداً ولا الخندق لضرر بصره ولكنه قديم الإسلام صحيح النية وكان هو وخزيمة بن الثابت يكسران أصنام بني خطمة وكان عمير قتل عصماء بنت مروان وكانت تحض على الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فوجأها عمير ابن عدي بسكين تحت ثديها فقتلها ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال‏:‏ إني لأتقي تبعة إخوتها‏.‏

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تخفهم ‏"‏‏.‏

وقال الهجري‏:‏ هي عصماء بنت مروان من بني عمرو بن عوف قتلها عمير سنة اثنتين من الهجرة قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تنتطح فيها عنزان في دار بني خطمة ‏"‏‏.‏

وكان أول من أسلم منهم عمير بن عدي وهو الذي يدعى القاري‏.‏

وقد ذكر ابن الكلبي وأبو عبيد عدي بن خرشة الشاعر في بني خطمة ولا شك أن عميراً هذا ولده‏.‏

عمير بن عمرو الأنصاري ويقال الأزدي‏.‏

والد أبي بكر بن عمير بصري‏.‏

ولم يرو عنه غير ابنه أبي بكر بن عمير حديثه صحيح الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ إن الله وعدني أن يدخل الجنة من أمتي مائة ألفٍ‏.‏

‏"‏ الحديث‏.‏

مولى لسهيل بن عمرو العامري‏.‏

يكنى أبا عمرو هذا قول موسى بن عقبة وأبي معشر الواقدي وكان ابن إسحاق يقول‏:‏ عمرو بن عوف ولم يختلفوا أنه من مولدي مكة‏.‏

شهد بدراً وأحداً والخندق وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقال الواقدي في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ عمير مولى سهيل ابن عمرو‏.‏

وقال في موضع آخر‏:‏ يكنى أبا عمرو كان من مولدي مكة مات في خلافة عمر ابن الخطاب وصلى عليه عمر‏.‏

عمير بن فهد ويقال عمير بن سعد بن فهد العبدي من عبد القيس‏.‏

ويقال‏:‏ عمير بن جودان العبدي روى عنه ابنه أشعث بن عمير في الأشربة‏.‏

عمير بن قتادة بن سعد أنبأنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد أخبرنا ابن الأعرابي حدثنا أبو داود حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني حدثنا معاذ بن هانىء حدثنا جندب بن سواد حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الحميد بن سنان عن عبيد بن عمير عن أبيه أنه حدثه وكانت له صحبة أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال‏:‏ ‏"‏ هن تسع‏:‏ الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات‏.‏

وعقوق الوالدين المسلمين واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً ‏"‏‏.‏

عمير ذو مران القيل بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة وهو ناعط بن مرثد الهمداني كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو جد مجالد بن سعيد بن عمير الناعطي الهمداني‏.‏

عمير بن معبد بن الأزعر من بني ضبيعة بن زيد هكذا قال فيه موسى بن عقبة‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ هو عمرو بن معبد بن الأزعر شهد بدراً وأحداً والخندق وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد المائة الصابرة يوم حنين ذكره موسى بن عقبة في البدريين‏.‏

عمير بن نويم يعد في الكوفيين حديثه عند شعبة ومسعر عن عبيد الله بن الحسن عن عبد الرحمن بن معقل عن غالب بن أبجر وعمير بن نويم أنهما سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا‏:‏ يا رسول الله إنه لم يبق لنا من أموالنا شيء إلا الحمر الأهلية‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ أطعموا أهليكم من سمين أموالكم فإني إنما قذرت لكم جوال القرية ‏"‏‏.‏

أخبرني به علي بن إبراهيم بن حمويه حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا عبد الله بن محمد بن هاني النحوي حدثنا عبد الله بن سلمة الأفطس حدثنا مسعر بن كدام وشعبة قالا‏:‏ حدثنا عبيد الله بن الحسن فذكره بإسناده‏.‏

عمير بن ودقة أحد المؤلفة قلوبهم لم يبلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من غنائم حنين لا هو ولا قيس بن مخرمة ولا عباس بن مرداس ولا هشام بن عمرو ولا سعيد بن يربوع وسائر المؤلفة قلوبهم أعطاهم مائة مائة‏.‏

عمير بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة أخو سعد بن وقاص القرشي الزهري‏.‏

قتل يوم بدر شهيداً قتله عمرو بن عبد ود‏.‏

وقال الواقدي‏:‏ كان عمير بن أبي وقاص قد استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر وأراد أن يرده فبكى ثم أجازه بعد فقتل يومئذ وهو ابن ست عشرة سنة‏.‏

عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح يكنى أبا أمية كان له قدر وشرف في قريش وشهد بدراً كافراً وهو القائل لقريش يومئذ في الأنصار‏:‏ إني أرى وجوهاً كوجوه الحيات لا يموتون ظمأ أو يقتلون منا أعدادهم فلا تتعرضوا لهم بهذه الوجوه التي كأنها المصابيح فقالوا له‏:‏ دع هذا عنك وحرش بين القوم فكان أول من رمى بنفسه عن فرسه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشب الحرب‏.‏

وكان من أبطال قريش وشيطاناً من شياطينها وهو الذي مشى حول عسكر النبي صلى الله عليه وسلم من نواحيه ليحزر عددهم يوم بدر وأسر ابنه وهب بن عمير يومئذ ثم قدم عمير المدينة يريد الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جرى بينه وبين صفوان بن أمية في قصده إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة حين انصرافه من بدر ليفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم وضمن له صفوان على ذلك أن يؤدي عنه دينه وأن يخلفه في أهله وعياله ولا ينقصهم شيئاً ما بقوا‏.‏

فلما قدم المدينة وجد عمر على الباب فلببه ودخل به على النبي صلى الله عليه وسلم وقال‏:‏ يا رسول الله هذا عمير بن وهب شيطان من شياطين قريش ما جاء إلا ليفتك بك‏.‏

فقال‏:‏ ‏"‏ أرسله يا عمر ‏"‏‏.‏

فأرسله فضمه النبي صلى الله عليه وسلم إليه وكلمه وأخبره بما جرى بينه وبين صفوان فأسلم وشهد شهادة الحق ثم انصرف إلى مكة ولم يأت صفوان وشهد فتح مكة وقيل‏:‏ إن عمير بن وهب أسلم بعد وقعة بدر وشهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم وعاش إلى صدر من خلافة عثمان رضي الله عنه وهو والد وهب بن عمير وإسلامه كان قبله بيسير وهو أحد الأربعة الذين أمد بهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن العاص بمصر وهم‏:‏ الزبير بن العوام وعمير بن وهب الجمحي وخارجة بن حذافة وبسر بن أرطاة‏.‏

وقيل‏:‏ المقداد موضع بسر‏.‏

وقد قيل‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسط أيضاً لعمير بن وهب رداءه وقال‏:‏ ‏"‏ الخال والد ‏"‏‏.‏

ولا يصح إسناده وبسط الرداء لوهب بن عمير أكثر وأشهر‏.‏

وذكر الواقدي قال‏:‏ حدثني محمد بن أبي حميد عن عبد الله بن عمرو بن أمية عن أبيه قال‏:‏ لما قدم عمير بن وهب مكة بعد أن أسلم نزل بأهله لم يقف بصفوان بن أمية فأظهر الإسلام ودعا إليه فبلغ ذلك صفوان فقال‏:‏ قد عرفت حين لم يبدأ بي قبل منزله أنه قد ارتكس وصبأ فلا أكلمه أبداً ولا أنفعه ولا عياله بنافعة فوقف عليه عمير وهو في الحجر وناداه فأعرض عنه فقال له عمير‏:‏ أنت سيد من سادتنا أرأيت الذي كنا عليه من عبادة حجر والذبح له أهذا دين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله فلم يجبه صفوان بكلمة‏.‏

عمير الخطمي القاري من بني خطمة من الأنصار روى عنه زيد بن إسحاق وكان عمير هذا أعمى كانت له أخت تشتم النبي صلى الله عليه وسلم فقتلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أبعدها الله ‏"‏

  باب عوف

عوف بن أثاثة بن عباد بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي‏.‏

يكنى أبا عباد وقيل‏:‏ يكنى أباعبد الله‏.‏

قاله محمد بن عمر الواقدي‏.‏

وهو المعروف بمسطح شهد بدراً وتوفي سنة أربع وثلاثين وهو ابن ست وخمسين سنة‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه شهد صفين مع علي رضي الله عنه وهو الأكثر فذكرناه في باب الميم لأنه غلب عليه مسطح واسمه عوف لا اختلاف في ذلك‏.‏

وأمه فيما قال ابن شهاب في حديث الإفك أم مسطح بنت أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف واسمها سلمى بنت صخر بن عامر وأمها ريطة بنت صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه‏.‏

وقال‏:‏ في آخر الحديث عن عائشة رضي الله عنها لما أنزل الله تعالى براءتي قال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته ولفقره‏:‏ والله لا أنفق على مسطح بعد الذي قاله لعائشة فأنزل الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ ولا يأتل أولو الفضل منكم‏.‏

‏"‏ النور 22‏.‏

الآية‏.‏

فقال أبو بكر‏:‏ والله إني لأحب أن يغفر الله لي‏.‏

فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال‏:‏ والله لا أنزعها منه أبداً‏.‏

وذكر الأموي عن أبيه عن ابن إسحاق قال‏:‏ قال أبو بكر رضي الله عنه لمسطح‏:‏ يا عوف ويحك هلا قلت عارفة من الكلام ولم تتبع بها طعما وأدركتك حياءً معشر أنف ولم تكن قاطعاً يا عوف منقطعا أما حزنت من الأقوام إذ حسدوا ولا تقول ولو عاينته قذعا لما رميت حصاناً غير مقرفةٍ أمينة الجيب لم تعلم لها خضعا فيمن رماها وكنتم معشراً أفكاً في سيئ القول من لفظ الخنى شرعا فأنزل الله وحياً في براءتها وبين عوفٍ وبين الله ما صنعا فإن أعش أجز عوفاً عن مقالته شر الجزاء إذا ألفيته هجعا قال الشعبي‏:‏ كان أبو بكر شاعراً وكان عمر شاعراً وكان علي أشعر الثلاثة‏.‏

عوف بن الحارث أبو حازم البجلي الأحمسي‏.‏

ويقال فيه عبد عوف هو والد قيس بن أبي عوف الأنصاري يقال عوف بن سلمة بن سلامة بن وقش‏.‏

مدني‏.‏

مخرج حديثه يدور على إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن عوف بن سلمة بن عوف الأنصاري عن أبيه سلمة عن أبيه عوف عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الأنصار‏.‏

إسناده كله ضعيف ليس له غيره‏.‏

مخرج حديثه عن ولده‏.‏

عوف بن عفراء وهو عوف بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري شهد بدراً مع أخويه معاذ ومعوذ‏.‏

وأمهم عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وقتل عوف ومعوذ أخوه يوم بدر شهيدين‏.‏

ويقال عوذ بن عفراء والأول أكثر وقيل‏:‏ إن عوف بن عفراء ممن شهد العقبتين‏.‏

عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي يكنى أبا عبد الرحمن‏.‏

ويقال أبو حماد‏.‏

ويقال أبو عمر‏.‏

وأول مشاهده خيبر وكانت معه راية أشجع يوم الفتح‏.‏

سكن الشام وعمر ومات في خلافة عبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين‏.‏

روى عنه جماعة من التابعين منهم يزيد بن الأصم وشداد بن عمار وجبير بن نفير وغيرهم‏.‏

وروى عنه من الصحابة أبو هريرة‏.‏

  باب عويمرٍ

عويمر بن أبيض العجلاني الأنصاري‏.‏

صاحب اللعان قال الطبري‏:‏ عويمر بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد العجلاني هو الذي رمى زوجته بشريك بن سحماء فلاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وذلك في شعبان سنة تسعٍ من الهجرة وكان قدم تبوك فوجدها حبلى ثم قال بعد ذلك‏:‏ وعاش ذلك المولود سنتين ثم مات وعاشت أمه بعده يسيراً‏.‏

عويمر بن أشقر بن عوف الأنصاري‏.‏

قيل‏:‏ إنه من بني مازن شهد بدراً يعد من أهل المدينة‏.‏

عويمر بن عامر ويقال عويمر بن قيس بن زيد‏.‏

وقيل‏:‏ عويمر بن ثعلبة بن عامر بن زيد بن قيس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج أبو الدرداء الأنصاري هو مشهور بكنيته‏.‏

وقد قيل في نسبه عويمر بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج‏.‏

وقيل‏:‏ إن اسمه عامر وصغر فقيل‏:‏ عويمر‏.‏

وقال ابن إسحاق‏:‏ أبو الدرداء‏.‏

عويمر بن ثعلبة من بني الحارث بن الخزرج‏.‏

وقال إبراهيم بن المنذر‏:‏ أبو الدرداء اسمه عويمر بن ثعلبة بن زيد بن قيس بن عائشة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج‏.‏

ومن قال فيه عويمر بن قيس يزعم أن اسمه عامر وأن عويمراً لقب‏.‏

ومن قال فيه عامر بن مالك فليس بشيء‏.‏

والصحيح ما ذكرنا إن شاء الله تعالى‏.‏

وأمه محبة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة بن عامر بن زيد مناة بن مالك بن ثعلبة بن كعب‏.‏

وقيل‏:‏ أمه واقدة بنت واقد بن عمرو بن الإطنابة‏.‏

شهد أحداً وما بعدها من المشاهد‏.‏

وقد قيل‏:‏ إنه لم يشهد أحداً لأنه تأخر إسلامه وشهد الخندق وما بعدها من المشاهد‏.‏

كان أبو الدرداء أحد الحكماء العلماء والفضلاء‏.‏

حدثني خلف بن قاسم حدثنا ابن المفسر‏.‏

حدثنا أحمد بن علي القاضي حدثنا أبو خيثمة حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن يزيد بن عميرة قال‏:‏ لما حضرت معاذ الوفاة قيل له‏:‏ يا أبا عبد الرحمن أوصنا‏.‏

قال‏:‏ أجلسوني إن العلم والإيمان مكانهما من ابتغاهما وجدهما يقولها ثلاث مرات التمسوا العلم عند أربعة رهط‏:‏ عند عويمر أبو الدرداء وسلمان الفارسي وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن سلام الذي كان يهودياً فأسلم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ إنه عاشر عشرة في الجنة ‏"‏‏.‏

وقال القاسم بن محمد‏:‏ كان أبو الدرداء من الذين أوتوا العلم‏.‏

قال أبو مسهر‏:‏ ولا أعلم أحداً نزل دمشق من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي الدرداء وبلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وواثلة بن الأسقع ومعاوية‏.‏

قال‏:‏ ولو نزلها أحد سواهم ما سقط علينا‏.‏

حدثنا محمد بن حكيم حدثنا محمد بن معاوية حدثنا إسحاق عن أبي حسان حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا يزيد بن أبي مريم أن عبيد الله بن مسلم حدثه عن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ أنا فرطكم على الحوض فلا ألفين ما نوزعت في أحدكم فأقول‏:‏ هذا مني فيقال‏:‏ إنك لا تدري ما أحدث بعدك ‏"‏‏.‏

فقلت‏:‏ يا رسول الله ادع الله ألا تجعلني منهم‏.‏

قال‏:‏ ‏"‏ لست منهم ‏"‏ فمات قبل قتل عثمان رضي الله عنه بسنتين‏.‏

وقالت طائفة من أهل الأخبار‏:‏ إنه مات بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين‏.‏

والأكثر والأشهر والأصح عند أهل الحديث أنه توفي في خلافة عثمان رضي الله عنه بعد أن ولاه معاوية قضاء دمشق‏.‏

وقيل‏:‏ إن عمر رضي الله عنه ولاه قضاء دمشق‏.‏

وقيل‏:‏ بل ولاه عثمان والأمير معاوية‏.‏

وروى الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن أبي عبد الله الأشعري قال‏:‏ مات أبو الدرداء قبل قتل عثمان‏.‏

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ حكيم أمتي أبو الدرداء عويمر ‏"‏‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ له حكم مأثورة مشهورة منها قوله‏:‏ وجدت الناس أخبر تقل‏.‏

ومنها قوله‏:‏ من يأت أبواب السلطان يقوم ويقعد‏.‏

ووصف الدنيا فأحسن فمن قوله فيها‏:‏ الدنيا دار كدر ولن ينجو منها إلا أهل الحذر ولله فيها علامات يسمعها الجاهلون ويعتبر بها العالمون ومن علاماته فيها أن حفها بالشبهات فارتطم فيها أهل الشهوات ثم أعقبها بالآفات فانتفع بذلك أهل العظات ومزج حلالها بالمؤنات وحرامها بالتبعات فالمثري فيها تعب والمقل فيها نصب‏.‏

في حدثنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا أبو زرعة حدثنا مسعر حدثنا سعيد عن سعيد بن عبد العزيز أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو ولى أبا الدرداء على القضاء بدمشق وكان القاضي خليفة الأمير إذا غاب‏.‏

ومات أبو الدرداء رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين بدمشق‏.‏

وقيل‏:‏ سنة إحدى وثلاثين ويأتي ذكره في الكنى بأكثر من هذا‏.‏

عويمر الهذلي له حديث واحد في المرأتين اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى فألقت جنيناً وماتت‏.‏

  باب عياش

عياش بن أبي ثور له صحبة ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه البحرين قبل قدامة رضي الله عنه‏.‏

عياش بن أبي ربيعة واسم أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن‏.‏

وقيل‏:‏ يكنى أبا عبد الله‏.‏

هو أخو أبي جهل بن هشام لأمه أمهما أم الجلاس واسمها أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم‏.‏

هو أخو عبد الله بن أبي ربيعة لأبيه وأمه‏.‏

كان إسلامه قديماً قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم‏.‏

وهاجر عياش رضي الله عنه إلى أرض الحبشة مع امرأته أسماء بنت سلمة بن مخربة وولد له بها ابنه عبد الله ثم هاجر إلى المدينة فجمع بين الهجرتين ولم يذكر موسى بن عقبة ولا أبو معشر عياش بن أبي ربيعة فيمن هاجر إلى أرض الحبشة‏.‏

قال الزبير‏:‏ كان عياش بن أبي ربيعة قد هاجر إلى المدينة حين هاجر عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقدم عليه أخواه لأمه‏:‏ أبو جهل والحارث ابنا هشام فذكرا له أن أمه حلفت ألا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتى تراه فرجع معهما فأوثقاه رباطاً وحبساه بمكة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له‏.‏

قال‏:‏ وأمه أم عبد الله بن أبي ربيعة أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وهي أم الحارث وأبي جهل ابني هشام بن المغيرة‏.‏

وكان هشام بن المغيرة قد طلقها قتزوجها أخوه أبو ربيعة بن المغيرة‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم شهراً يدعو للمستضعفين بمكة ويسمي منهم الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة‏.‏

والخبر بذلك من أصح أخبار الآحاد‏.‏

وذكر محمد بن سعيد قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثنا أبو يونس القشيري حدثنا حبيب بن أبي ثابت أن عياش بن أبي ربيعة والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل قتلوا يوم اليرموك في حديث ذكره‏.‏

وقال أبو جعفر الطبري‏:‏ مات عياش بن أبي ربيعة بمكة‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ روى عياش بن أبي ربيعة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ لا تزال هذه الأمة بخيرٍ ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها ‏"‏ يعني الكعبة والحرم ‏"‏ فإذا ضيعوها هلكوا ‏"‏ روى عنه عبد الرحمن بن سابط ويقولون‏:‏ إنه لم يسمع منه وإنه أرسل حديثه عنه‏.‏

وروى عنه نافع مرسلاً أيضاً‏.‏

وروى عنه ابنه عبد الله بن عياش سماعاً منه‏.‏

  باب عياضٍ

عياض بن الحارث التيمي عم محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي مدني له صحبة‏.‏

روى عنه محمد بن إبراهيم‏.‏

عياض بن حمار بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع المجاشعي التميمي هكذا نسبه خليفة‏.‏

سكن البصرة‏.‏

روى عنه مطرف ويزيد ابنا عبد الله بن الشخير والحسن وأبو التياح وكان صديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم قديماً وكان إذا قدم مكة لا يطوف إلا في ثياب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان من الجملة الذين لا يطوفون إلا في ثوب أحمسي‏.‏

عياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري‏.‏

يكنى أبا سعد كان من مهاجرة الحبشة وشهد بدراً ذكره إبراهيم بن سعد عن أبي إسحاق في البدريين‏.‏

وذكره ابن عقبة في البدريين أيضاً وذكره خليفة والواقدي أيضاً في البدريين‏.‏

وتوفي عياض بن زهير الفهري هذا بالشأم سنة ثلاثين‏.‏

وهو عم عياض بن غنم‏.‏

والله أعلم‏.‏

وذكر خليفة بن خياط عياض بن زهير هذا ونسبه كما ذكرنا‏.‏

قال‏:‏ ويقال عياض بن غنم معروف بالفتوح بالشام ولم يذكر الزبير عياض بن زهير في بني فهر‏.‏

ولا ذكره عمه وقد ذكره غيرهما وقد جوده الواقدي فقال‏:‏ عياض بن غنم ابن أخي عياض بن زهير ذكر عياض ابن زهير‏.‏

وقال خليفة‏:‏ ليس يعرف أهل النسب عياض بن غنم‏.‏

قال‏:‏ وهو معروف في الفتوحات بالشام‏.‏

عياض بن عمرو الأشعري‏.‏

كوفي‏.‏

روى عنه الشعبي وسماك بن حرب‏.‏

وذكر إسماعيل بن إسحاق عن علي بن المديني قال‏:‏ عياض الأشعري هو عياض بن عمرو‏.‏

عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة القرشي الفهري‏.‏

أسلم قبل الحديبية وشهدها فيما ذكر الواقدي وقال الحسن بن عثمان‏:‏ عياض بن غنم هو ابن عم أبي عبيدة بن الجراح‏.‏

قال‏:‏ ويقال‏:‏ إنه كان ابن امرأته‏.‏

وذكر البخاري عن أحمد بن صالح عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال‏:‏ لما توفي أبو عبيدة استخلف ابن خاله أو ابن عمه عياض بن غنم أحد بني الحارث بن فهر فأقره عمر وقال‏:‏ ما أما بمبدل أميراً أمره أبو عبيدة‏.‏

قال‏:‏ ثم توفي عياض بن غنم فأمر عمر مكانه سعيد بن عامر بن خريم‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ عياض بن غنم لا أعلم خلافاً أنه افتتح عامة بلاد الجزيرة والرقة وصالحه وجوه أهلها‏.‏

وزعم بعضهم أن كتاب الصلح باسمه باقٍ عندهم إلى اليوم وهو أول من اجتاز الدرب إلى الروم فيما ذكر الزبير وكان شريفاً في قومه وقد ذكره ابن الرقيات فيمن ذكره من أشراف قريش فقال‏:‏ عياض وما عياض بن غنمٍ كان من خير من أجن النساء قال الحسن بن عثمان وغيره‏:‏ مات عياض بن غنم بالشام سنة عشرين وهو ابن ستين سنةً‏.‏

وقال الطبري‏:‏ وكانت عنده أم الحكم بنت أبي سفيان‏.‏

وقال البخاري‏:‏ هو عامل عمر بالشام ومات في زمان عمر رضي الله عنه وقال‏:‏ علي بن المديني‏:‏ عياض بن غنم كان أحد الولاة عياض الأنصاري له حديث واحد روى عنه عبد الملك بن عمير‏.‏

عياض الثقفي والد عبد الله بن عياض‏.‏

روى عنه ابنه عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى هوازن بحنين في اثني عشر ألفاً يعد في أهل الطائف‏.‏

  باب الأفراد في حرف العين

عابس الغفاري ويقال عبس وقد تقدم في باب عبس‏.‏

عاقل بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة حليف بني عدي بن كعب بن لؤي‏.‏

شهد بدراً هو وإخوته‏:‏ عامر وإياس وخالد‏:‏ بنو البكير حلفاء بني عدي‏.‏

قتل عاقل ببدر شهيداً قتله مالك بن زهير الخطمي وهو ابن أربع وثلاثين سنة وكان اسمه غافلاً فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقلاً‏.‏

وكان من أول من أسلم وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم‏.‏

عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان الأنصاري السالمي ثم من بني عوف بن الخزرج‏.‏

شهد بدراً ولم يذكره ابن إسحاق فيمن ذكره من البدريين وذكره غيره فيما قال ابن هشام وكان رضي الله عنه أعمى ذهب بصره على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

ويقال‏:‏ كان ضرير البصر ثم عمي بعد ومات في خلافة معاوية‏.‏

روى عنه أنس بن مالك ومحمود بن الربيع‏.‏

يعد في أهل المدينة‏.‏

عتيك بن التيهان ويقال عبيد بن التيهان‏.‏

قد ذكرنا من قال ذلك في باب عبيد‏.‏

هو أخو أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً‏.‏

وقيل‏:‏ بل قتل بصفين فالله أعلم‏.‏

قال ابن هشام‏:‏ ويقال ابن التيهان والتيهان بالتخفيف والتثقيل مثل ميت وميت‏.‏

عثامة بن قيس البجلي عثم بن الربعة الجهني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عبد العزى فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

عجير بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي أخو ركانة بن عبد يزيد‏.‏

كان ممن بعثه عمر فيمن أقام أعلام الحرم وكان من مشايخ قريش وجلتهم‏.‏

العداء بن خالد بن هوذة بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن صعصعة‏.‏

وربيعة هو أنف الناقة‏.‏

بصري أسلم بعد الفتح وحنين وليس هو من بني أنف الناقة الذين مدحهم الحطيئة وهو القائل‏:‏ قاتلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلم يظهرنا الله ولم ينصرنا ثم أسلم فحسن إسلامه‏.‏

من حديثه أنه اشترى من رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً وكتب عليه عهدة وهي عند أهل الحديث محفوظةً رواها عباد بن ليث البصري عن عبد المجيد بن أبي وهب عن العداء بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ابتاع منه عبداً أو أمة فكتب له كتاباً‏:‏ اشترى العداء بن خالد بن هوذة من رسول الله صلى الله عليه وسلم عبداً أو أمة لا داء ولا غائلة ولا خبثة بيع المسلم المسلم‏.‏

أخبرنا أحمد بن عمر بن أنس حدثنا علي بن محمد بن بندار القزويني حدثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا زكريا بن يحيى بن خلاد أبو يعلى حدثنا الأصمعي حدثنا عثمان الشحام عن أبي رجاء العطاردي عن العداء بن خالد قال‏:‏ ألا أقرئك كتاباً كتبه لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا فيه مكتوب‏:‏ ‏"‏ بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى العداء بن خالد بن هوذة من محمد رسول الله اشترى منه عبداً أو أمةً ‏"‏ شك عثمان ‏"‏ مبايعة المسلم أو بيع المسلم المسلم لا داء ولا غائلة ولا خبثةً ‏"‏‏.‏

قال الأصمعي‏:‏ سألت سعيد بن أبي عروبة عن الغائلة فقال‏:‏ الإباق والسرقة والزنا وسألته عن الخبثة فقال‏:‏ بيع أهل عهد المسلمين‏.‏

عرابة بن أوس بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث من بني مالك بن أوس كان أبوه أوس بن قيظي بن عمرو من كبار المنافقين أحد القائلين‏:‏ ‏"‏ إن بيوتنا عورة وما هي بعورة ‏"‏‏.‏

الأحزاب 13‏.‏

وذكر ابن إسحاق والواقدي أن عرابة بن أوس استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فرده في تسعة نفر منهم‏:‏ عبد الله بن عمرو‏.‏

وزيد بن ثابت والبراء بن عازب وعرابة ابن أوس وأبو سعيد الخدري‏.‏

كان عرابة سيداً من سادات قومه كريماً‏.‏

ذكر المبرد وابن قتيبة أن الشماخ خرج يريد المدينة فلقيه عرابة بن أوس فسأله عما أقدمه المدينة فقال‏:‏ أردت أن أمتار لأهلي وكان معه بعيران فأوقرهما له عرابة تمراً وبراً وكساه وأكرمه فخرج عن المدينة وامتدحه بالقصيدة التي يقول فيها‏:‏ رأيت عرابة الأوسي يسمو إلى الخيرات منقطع القرين إذا ما راية رفعت لمجدٍ تلقاها عرابة باليمين إذا بلغتني وحملت رحلي عرابة فاشرقي بدم الوتين العرباض بن سارية السلمي يكنى أبا نجيح‏.‏

كان من أهل الصفة سكن الشام ومات بها سنة خمس وسبعين‏.‏

وقيل‏:‏ بل مات في فتنة ابن الزبير‏.‏

روى عنه من الصحابة أبو رهم وأبو أمامة‏.‏

وروى عنه جماعة من تابعي أهل الشام‏.‏

عريب المليكي روى عنه ابنه عبد الله بن عريب‏.‏

ليس حديثه بالقائم في تفسير قول الله عز وجل‏:‏ ‏"‏ الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانيةً ‏"‏ البقرة 274‏.‏

قال‏:‏ في الخيل‏.‏

عس العذري مذكور في الصحابة‏.‏

روى عنه مطرف أبو شعيب الوادي من وادي القرى‏.‏

عسعس بن سلامة البصري التميمي‏.‏

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه الحسن البصري والأزرق بن قيس الحارث‏.‏

يقولون حديثه مرسل وإنه لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته أبو صفرة‏.‏

ويقال أبو صفيرة‏.‏

من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه شعبة عن الأزرق بن قيس قال‏:‏ سمعت عسعس بن سلامة يقول‏:‏ إن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتى الجبل ليتعبد ففقد فطلب فجيء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ إني نذرت أن أعتزل فأتعبد‏.‏

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ لا تفعله أو لا يفعله أحد منكم ‏"‏ ثلاث مرات ‏"‏ فلصبر أحدكم ساعةً من نهارٍ في بعض مواطن الإسلام خير من عبادته خالياً أربعين عاماً ‏"‏‏.‏

عصام االمزني له صحبة‏.‏

من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا بعث سرية قال‏:‏ ‏"‏ إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم مؤذناً فلا تقتلوا أحداً ‏"‏‏.‏

روى عنه عطاء الشيبي القرشي العبدري من بني شيبة‏.‏

روى عنه فطر بن خليفة‏.‏

في صحبته نظر‏.‏

عطاء قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ قابلوا النعال ‏"‏‏.‏

حديثه عند أبي عاصم النبيل عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن يحيى بن إبراهيم بن عطاء عن أبيه عن جده قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ قابلوا النعال ‏"‏‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ يقال في تفسيره اجعلوا للنعل قبالين ولا أدري أهو الذي قبله أم لا عطارد بن حاجب بن زرارة بن عدس التميمي‏.‏

وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من وجوه قومه فيهم الأقرع بن حابس والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم وعمرو بن الأهتم والحتات بن يزيد وغيرهم فأسلموا وذلك في سنة تسع‏.‏

وكان سيداً في قومه وزعيمهم‏.‏

وقيل‏:‏ بل قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة عشر والأول أصح‏.‏

عفان بن البجير السلمي مذكور فيمن نزل حمص من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى عنه جبير بن نفير وخالد بن معدان‏.‏

عفير بن أبي عفير الأنصاري‏.‏

له حديث واحد قال له أبو بكر الصديق رضي الله عنه‏:‏ يا عفير ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الود قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ الود يتوارث والعداوة تتوارث ‏"‏‏.‏

ويقال له عفيف بن قيس بن معد يكرب الكندي‏.‏

ويقال عفيف بن معد يكرب‏.‏

ويقال‏:‏ إن عفيفاً الكندي الذي له الصحبة غير عفيف بن معد يكرب الذي يروى عن عمر‏.‏

وقيل‏:‏ إنهما واحد‏.‏

ولا يختلفون أن عفيفاً الكندي له صحبة‏.‏

روى عنه ابناه يحيى وإياس أحاديث منها نزوله على العباس في أول الإسلام حديث حسن جيد‏.‏

حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن إصبغ قال‏:‏ حدثنا أحمد بن زهير بن حرب قال‏:‏ حدثنى أبي قال‏:‏ حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال‏:‏ حدثنا أبي عن محمد بن إسحق قال‏:‏ حدثنا يحيى بن أبي الأشعث قال‏:‏ حدثنا إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي عن أبيه عن جده عفيف الكندي قال‏:‏ كنت امرءاً تاجراً فقدمت الحج فأتيت العباس بن عبد المطلب فوالله إني لعنده يوماً إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى السماء فلما رأى الشمس زالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء الذي خرج منه ذلك الرجل فقامت خلفه تصلي فقلت للعباس‏:‏ من هذا يا أبا الفضل قال‏:‏ هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي‏.‏

فقلت‏:‏ من هذه المرأة قال‏:‏ خديجة بنت خويلد زوجته‏.‏

ثم خرج غلام حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام يصلي معه فقلت‏:‏ ومن هذا الفتى قال‏:‏ علي بن أبي طالب ابن عمه‏.‏

قلت‏:‏ فما هذا الذي يصنع قال‏:‏ يصلي ويزعم أنه نبي ولم يتبعه على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر قال‏:‏ وكان عفيف يقول وقد أسلم بعد ذلك فحسن إسلامه‏:‏ لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ كنت ثانياً مع علي بن أبي طالب‏.‏

وحدثني خلف بن قاسم قراءة مني عليه قال‏:‏ حدثنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن ناصح بن المغيرة بن المفسر بمصر قال‏:‏ حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي الدمشقي قال‏:‏ حدثنا يحيى بن معين قال‏:‏ حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال‏:‏ حدثني أبي عن ابن إسحاق فذكره بإسناده سواء إلى آخره‏.‏

وقد روي هذا الحديث أيضاً من وجه آخر عن عفيف الكندي رواه سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبد الله عن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف الكندي‏.‏

رواه عن سعيد بن خثيم جماعة منهم عبد الرحمن بن صالح الأزدي وأبو غسان مالك بن إسماعيل‏.‏

قرأت على أبي عبد الله بن محمد يوسف أن أبا يعقوب يوسف بن أحمد حدثهم بمكة‏.‏

وأخبرنا محمد بن يحيى بن أحمد قال‏:‏ حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم البلخي قالا‏:‏ حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي قال‏:‏ حدثنا محمد بن عبيد بن أسباط قال‏:‏ حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل قال‏:‏ حدثنا سعيد بن خثيم الهلالي عن أسد بن عبد الله البجلي عن ابن يحيى بن عفيف عن أبيه عن جده عفيف قال‏:‏ جئت في الجاهلية إلى مكة فنزلت على العباس ابن عبد المطلب فبينا أنا عنده وأنا أنظر إلى الكعبة وقد حلقت الشمس وارتفعت إذ جاء شاب حتى دنا من الكعبة فرفع رأسه وانتصب قائماً مستقبلها إذ جاء غلام حتى قام عن يمينه ثم لم ألبث إلا يسيراً حتى جاءت امرأة فقامت من خلفهما ثم ركع الشاب وركع الغلام وركعت المرأة ثم رفع الشاب رأسه ورفع الغلام ورفعت المرأة ثم خر الشاب ساجداً وخر الغلام وخرت المرأة فقال العباس‏:‏ تدري من هذا قلت‏:‏ لا‏.‏

قال‏:‏ هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي وهذا علي بن أبي طالب وهذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي إن ابن أخي هذا حدثنا أن ربه رب السموات والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه ولا والله ما أعلم على وجه الأرض أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة‏.‏

قال عفيف‏:‏ فتمنيت أن أكون رابعهم‏.‏

أخو سهل بن عمرو بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي شهد أحداً وكان لعقيب هذا ابن يقال له سعد يكنى أبا الحارث صحب النبي صلى الله عليه وسلم واستصغره يوم أحد فرده ولم يشهد أحداً‏.‏

عكاف بن وداعة الهلالي‏.‏

يعد في الشاميين‏.‏

روى عنه عطية بن بسر المازني حديثه في الترغيب في النكاح‏.‏

ولا يعرف إلا به‏.‏

وفي إسناده مقال وهو مشهور عند أهل الشام‏.‏

عكراش بن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو المري يكنى أبا الصهباء سكن البصرة له حديث واحد‏.‏

روى عنه ابنه عبيد الله بن عكراش أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصدقات قومه بني مرة فقال له‏:‏ ‏"‏ من أنت ‏"‏ فقال‏:‏ أنا عكراش بن ذؤيب‏.‏

فقال له‏:‏ ‏"‏ ارفع في النسب ‏"‏‏.‏

فقال‏:‏ ابن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزال بن مرة بن عبيد وهذه صدقات قومي بني مرة من عبيد‏.‏

قال‏:‏ فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوسمت بميسم الصدقة وضمت إلى إبل الصدقة‏.‏

علاقة بن صحار السليطي‏.‏

هو ابن عم خارجة بن الصلت روى عنه خارجة بن الصلت‏.‏

علباء السلمي يعد في أهل المدينة‏.‏

له حديث واحد يرويه عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن أبي الحكم الأنصاري عن أبيه عن علباء السلمي قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏ لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق ‏"‏‏.‏

ويرويه علبة بن زيد الحارثي الأنصاري من بني بن حارثة يعد في أهل المدينة روى عنه محمود ابن لبيد وهو أحد البكائين الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون‏.‏

علس بن الأسود الكندي‏.‏

ذكره الطبري فيمن وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم هو وأخوه سلمة بن الأسود‏.‏

عليفة بن عدي بن عمرو بن مالك بن عمرو بن مالك بن علي بن بياضة الأنصاري شهد بدراً كذلك قال ابن هشام‏:‏ عليفة بالعين وقال ابن إسحاق‏:‏ خليفة بالخاء‏.‏

عنبة بن سهيل بن عمرو‏.‏

وقد قيل‏:‏ عتبة ولا يصح‏.‏

والصحيح أنه عنبة كذلك ذكره الزبير بن بكار عن عمه مصعب هو أخو أبي جندل بن سهيل أسلم عنبة بن سهيل بن عمرو مع أبيه واستشهدا جمعياً معاً بالشام قال الزبير عن عمه‏:‏ كانت فاختة بنت عنبة بن سهيل تحت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وهي أم أبنه الفقيه أبي بكر بن عبد الرحمن وأم إخوته عمر وعثمان وعكرمة وخالد ومحمد‏:‏ بني عبد الرحمن بن الحارث بن هشام‏.‏

وعبد الرحمن وفاختة هما الشريدان سماها بذلك عمر بن الخطاب وقال‏:‏ زوجوا الشريد الشريدة فتزوج عبد الرحمن فاختة وأقطعهما عمر بالمدينة خطة وأوسع لهما فقيل له‏:‏ أكثرت لهما فقال‏:‏ عسى الله أن ينشر منهما فنشر الله منهما ولداً كثيراً رجالا ونساءً‏.‏

عنيز العذري ويقال الغفاري‏.‏

أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً بوادي القرى فهي تنسب إليه وسكنها إلى أن مات‏.‏

ويقال في هذا عس وقد ذكرناه‏.‏

ثم الذكواني حليف لبني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة من الأنصار شهد بدراً هكذا قال ابن هشام‏.‏

وقال ابن إسحاق وابن عقبة في عنترة هذا‏:‏ هو مولى سليم بن عمرو بن حديدة الأنصاري شهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً قتله نوفل بن معاوية الديلي‏.‏

وقيل‏:‏ بل قتل بصفين والله أعلم‏.‏

وقال في موضع آخر من كتابه‏:‏ عنترة مولى الأنصار قتل يوم أحد شهيداً فجعله ابن هشام من بني سليم حليفاً للأنصار وجعله ابن عقبة وابن إسحاق مولى للأنصار‏.‏

عنمة والد إبراهيم بن عنمة المزني‏.‏

له صحبة‏.‏

روى عنه ابنه إبراهيم ومحمد بن إبراهيم بن الحارث ذكره أبو سعيد بن يونس في المصريين‏.‏

عوذ بن عفراء وهي أمه وهو عوذ بن الحارث قد نسبناه في باب أخيه معاذ وباب أخيه معوذ أيضاً ونسبنا أمه هنالك أيضاً‏.‏

وعوذ ومعوذ ابنا عفراء هما ضربا يوم بدر أبا جهل فأثبناه فوقع صريعاً وعطف عليهما أبو جهل فقتلهما‏.‏

وقيل‏:‏ بل قاتل يومئذ حتى قتل وأجهز على أبي جهل عبد الله بن مسعود هكذا قال بعضهم عوذ وإنما هو عوف على ما ذكرنا وبالله التوفيق‏.‏

عون بن جعفر بن أبي طالب ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

أمه وأم أخويه‏:‏ عبد الله ومحمد بني جعفر بن أبي طالب أسماء بنت عميس الخثعمية‏.‏

واستشهد عون بن جعفر وأخوه محمد بن جعفر بتستر ولا عقب له‏.‏

عويف بن الأضبط الديلي ويقال عويث والأكثر عويف بن الأضبط بن ربيع بن الأضبط بن أبير بن نهيك بن خزيمة بن عدي بن الديل‏.‏

قاله ابن الكلبي‏:‏ أسلم عام الحديبية فيما قاله ابن الكلبي‏.‏

وقال غيره‏:‏ استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في خروجه على الحديبية على المدينة‏.‏

عويم بن ساعدة بن عائش بن قيسم بن النعمان بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف يكنى أبا عبد الرحمن‏.‏

وكان ابن إسحاق يقول في نسبه‏:‏ عويم بن ساعدة بن صلجعة وإنه من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة حليف لبني أمية بن زيد ولم يذكر ذلك غيره‏.‏

شهد عويم العقبتين جميعاً في قول الواقدي‏.‏

وغيره يقول‏:‏ شهد العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار وشهد بدراً وأحداً والخندق‏.‏

ومات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وقيل‏:‏ بل مات في خلافة عمر بن الخطاب بالمدينة وهو ابن خمس أو ست وستين سنة‏.‏

عياذ بن عبد عمرو الأسدي حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة خاتم النبوة كأنه ركبة عنز حديثه عند أبي عاصم النبيل قال‏:‏ حدثنا بشر بن صحار بن معارك بن بشر بن عياذ ابن عبد عمرو عن معارك عن بشر بن عياذ بن عمرو الأسدي أنه سمع معارك بن بشر بن عياذ أن عياذ بن عبد عمرو حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه وكان تبعه قبل فتح مكة ودعا له قال‏:‏ فرأيت خاتم النبوة وحمله على ناقة فلم تنزل معه حتى قتل عثمان رضي الله عنه‏.‏

وقدم بها العراق‏.‏

وفي غير هذه الرواية أن عياذاً هذا قال‏:‏ فرأيت خاتم النبوة كأنه ركبة عنز‏.‏

الثقفي قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي به لمم اسمه حازم فسماه عبد الرحمن‏.‏

لم يرو عنه إلا زياد بن علاقة‏.‏

عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري‏.‏

يكنى أبا مالك‏.‏

أسلم بعد الفتح‏.‏

وقيل‏:‏ قبل الفتح وشهد الفتح مسلماً وهو من المؤلفة قلوبهم وكان من الأعراب الجفاة‏.‏

فذكر سنيد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم‏.‏

قال‏:‏ جاء عيينة بن الحصن إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة فقال‏:‏ من هذه وذلك قبل أن ينزل الحجاب قال‏:‏ ‏"‏ هذه عائشة ‏"‏ قال‏:‏ أفلا أنزل لك عن أم البنين فتنكحها فغضبت عائشة وقالت‏:‏ من هذا فقال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ هذا أحمق مطاع ‏"‏ يعني في قومه‏.‏

وفي غير هذه الرواية في هذا الخبر أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ وأين الإذن ‏"‏ فقال‏:‏ ما إستأذنت على أحد من مضر‏.‏

وكانت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسة فقال‏:‏ من هذه الحميراء فقال‏:‏ ‏"‏ أم المؤمنين ‏"‏ قال‏:‏ أفلا أنزل لك عن أجمل منها فقالت عائشة‏:‏ من هذا يا رسول الله قال‏:‏ ‏"‏ هذا أحمق مطاع وهو على ما ترين سيد قومه ‏"‏‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ كان عيينة يعد في الجاهلية من الجرارين يقود عشرة آلاف وتزوج عثمان بن عفان ابنته فدخل عليه يوماً فأغلظ له فقال له عثمان‏:‏ ولو كان عمر ما أقدمت عليه بهذا‏.‏

فقال‏:‏ إن عمر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا‏.‏

وروى أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي وائل قال‏:‏ سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله‏:‏ أنا ابن الأشياخ الشم‏.‏

فقال له عبد الله‏:‏ ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‏.‏

فسكت‏.‏

وكان له ابن أخ له دين وفضل‏.‏

قال سفيان بن عيينة عن الزهري‏:‏ كان جلساء عمر ابن الخطاب أهل القرآن شباباً وكهولاً فجاء عيينة الفزاري وكان له ابن أخ من جلساء عمر يقال له الحر بن قيس فقال لابن أخيه‏:‏ ألا تدخلني على هذا الرجل فقال‏:‏ إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي‏.‏

فقال‏:‏ لا أفعل‏.‏

فأدخله على عمر فقال‏:‏ يابن الخطاب والله ما تقسم بالعدل ولا تعطي الجزل‏.‏

فغضب عمر غضباً شديداً حتى هم أن يوقع به‏.‏

فقال له ابن أخيه‏:‏ يا أمير المؤمنين إن الله عز وجل يقول في محكم كتابه‏:‏ ‏"‏ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ‏"‏ الأعراف 199‏.‏

وإن هذا من الجاهلين‏.‏

قال‏:‏ فخلي عنه عمر وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل‏.‏